عندما استدعي طارق سلمان للإنضمام إلى منتخب قطر للشباب عام 2014، لم يكن اللاعب ذو السادسة عشر من العمر يتصوّر بأن السنوات السبع المُقبلة من عمره ستشهد الكثير من النجاحات والتي لم يكن يجرؤ بأن يحلم بها على الإطلاق، عدا عن حلم المشاركة في كأس العالم FIFA العام المُقبل. فقد ساهم المدافع المتميّز في فوز المنتخب القطري الشاب بلقب كأس آسيا تحت 20 سنة 2014 وشارك في كأس العالم تحت 20 سنة نيوزيلندا 2015 FIFA قبل عامين من لعبه مباراته الأولى مع المنتخب القطري الأول والذي فاز معه عام 2019 بلقب كأس آسيا ليُشارك بعد ذلك في كوبا أمريكا والكأس الذهبية وهو اليوم يقف على أعتاب اللعب في كأس العرب FIFA التي ستنطلق الثلاثاء.

وقد استعاد سلمان ذكريات بداياته مع المنتخبات القطرية المختلفة في حديث حصري لموقع FIFA.com بالقول "لقد كانت تجربة مميزة بالنسبة لي واستثنائية بشكل خاص نظراً لوجود مدرب أبدى ثقة كبيرة بي وقدّم لي كل الدعم والاحترام،" مُضيفاً "كان المدرب فيليكس سانشيز دافعاً كبيراً بالنسبة لي من أجل تقديم مستوى جيد مع منتخب الشباب في كأس آسيا قبل أن يُعطيني الفرصة من أجل المشاركة مع المنتخب الأول." لا ينفي سلمان أن هذه الثقة التي يوليها المدرب الأسباني للمنتخب القطري الأول لعبت دوراً في تألق العديد من نجوم "العنابي" وساهمت أيضاً في فوز المنتخب القطري بلقب كأس آسيا 2019.

وشرح قائلاً "لا أُخفي سراً بأن المنتخب وكل اللاعبين كانوا متألقين في كأس آسيا والسر وراء ذلك هو الثقة التي أعطاها المدرب لهؤلاء اللاعبين وخصوصاً الشباب منهم سواء قبل وخلال وحتى بعد البطولة من خلال المشاركات التي خضناها بعد ذلك والتي قدّمنا فيها مستويات جيدة وهو سر نجاح أغلب اللاعبين الشباب."

بعد الفوز التاريخي بلقب كأس آسيا 2019، شارك طارق سلمان والمنتخب القطري في كوبا أمريكا في نفس العام قبل أن يخوض منافسات الكأس الذهبية في Concacaf العام الحالي وقد اعتبر سلمان بأن مواجهة منتخبات أمريكا الجنوبية أضافت له الكثير على الصعيد الشخصي.

وقال "أضافت بطولة كوبا أمريكا خبرة كبيرة شخصياً نظراً لأننا واجهنا منتخبات قوية جداً ولديها لاعبين من طراز عالي ومحترفين في أغلب البطولات الكبرى. لعبنا بمواجهة منتخبات قوية سبق وأن فازت بلقب كوبا أمريكا وقد استفدت أيضاً من البطولة باللعب في مركزين مختلفين حيث لعبت في مركز الظهير الأيسر وفي قلب الدفاع وقد أضاف لي هذا الأمر الكثير."

للمفارقة، فإن بداية طارق سلمان كلاعب مُحترف في أسبانيا حيث خاض تجربة احترافية قصيرة مع ناديين مختلفين في الدرجات الدنيا قبل أن ينطلق بقوّة عام 2018 مع نادي السد وساهم بفوزه بلقب الدوري القطري مرتّين وقد اعتبر بأن اللعب في أسبانيا ساهم في صقل موهبته بدرجة كبيرة. وقال "لقد كان اللعب في أسبانيا مهماً بالنسبة لي نظراً لأهمية الاحتكاك بمدارس مُختلفة عن تلك الموجودة في منطقتنا نظراً لأن الأجواء والثقافة مختلفة وقد بذلت جهداً كبيراً من أجل التأقلم مع كل هذه العوامل. ولكني سعيد لخوضي هذه التجربة لأنها ساهمت بتطويري كثيراً سواء خارج أو داخل الملعب."

سيبدأ المنتخب القطري مشواره في كأس العرب يوم الثلاثاء بمواجهة المنتخب البحريني ضمن منافسات المجموعة الأولى وهي المباراة التي لن تكون سهلة على أصحاب الأرض نظراً لتطوّر المنتخب البحريني الذي فاز في العامين الأخيرين بلقبي كأس الخليج وبطولة غرب آسيا.

إلا أن سلمان اعتبر أنه ورفاقه يملكون حماسة كبيرة من أجل خوض بطولة كأس العرب في قطر مطالباً في الوقت ذاته بأن ينتقل هذا الحماس إلى الجمهور الذي دعاه إلى مساندة اللاعبين من أرض الملعب والوقوف معهم بغض النظر عن النتيجة التي قد تتحقّق في البطولة.

وقال سلمان "نحن متحمسون كثيراً ولدينا رغبة كبيرة من أجل الذهاب بعيداً في كأس العرب. أتمنى أن يدعمنا الجمهور في جميع الظروف وأن يُساندنا في كل المباريات بغض النظر عن النتيجة حيث يجب أن يشعر اللاعبون بثقة ودعم الجمهور لهم من أجل الوصول لأبعد نقطة في كأس العرب." وحول الفرصة الفريدة التي سيحصل عليها لاعبو المنتخب القطري وبقية لاعبي المنتخبات المشاركة في البطولة من أجل اللعب على الاستادات التي ستستضيف مباريات كأس العالم العام المقبل، تحدّث سلمان عن الفخر الكبير بالحصول على هذه الفرصة الفريدة. وقال "بالنسبة لنا نحن فخورون بأن نكون من ضمن اللاعبين الذين سيفتتحون أغلب الاستادات التي ستستضيف مباريات كأس العالم،" مضيفاً "ستكون بطولة كأس العرب فرصة لكي نُري العالم بأننا نمتلك جاهزية تامة من أجل استضافة كأس العالم وأتمنى بأن نكون عند حسن ظن الجميع."