خلد هاري كين اسمه في تاريخ كأس العالم FIFA بتسجيله ستة أهداف خلال نسخة روسيا 2018؛ فبفضل هذا الأداء، أحرز قائد الأسود الثلاثة حذاء Adidas الذهبي ليسير بذلك على خطى لاعبين من أمثال رونالدو وجيرد مولر ويوزيبيو.

ويملك صاحب الثامنة والعشرين سنة مكانه كأسطورة في تاريخ الكتيبة الإنجليزية، حيث لم يسبق لأحد أن هز الشباك مرات متعددة في المباريات الرسمية؛ فكين يملك في رصيده 49 هدفا خلال مشاركاته ال69 رفقة الأسود الثلاثة، وهو رقم لم يضاهيه أحد في التاريخ المعاصر لكرة القدم العالمية.

غير أن تألقه اللافت رفقة توتنهام هوتسبر يُحيل إلى التساؤل هل ستكون هناك إنجازات من شأنها أن تجعل أرقامه هذه تبدو باهتة من حيث المقارنة.

هل يمكن على سبيل المثال أن يصير كين أول لاعب في التاريخ يعتلي صدارة الهدافين في نسختين من كأس العالم FIFA؟ في هذا السياق، يٌرشحه المراهنون على تكرار نفس الإنجاز. ولعل رقمه القياسي الأوروبي حين سجل 12 هدفا في ثماني مباريات خلال التصفيات - أي بمعدل هدف في كل 49 دقيقة - يٌؤكد هذه الإمكانية.

دون أدنى شك، سيسعى كل من كيليان امبابي وكريستيانو رونالدو للفوز بالحذاء الذهبي خلال نسخة قطر 2022 وبطبيعة الحال ستتوقف حظوظ هاري كين في تحقيق إنجاز غير مسبوق للمرة الثانية على التوالي على مدى قدرة المنتخب الإنجليزي على الذهاب بعيدا في المنافسات. غير أن هناك إنجاز تاريخي آخر يبدو وكأنه مسألة شكلية فقط ألا وهو التربع على عرش الهدافين في تاريخ الأسود الثلاثة.

ويقف كين، بعد أن تجاوز رقم جاري لينيكر (48) ليلتحق ببوبي شارلتون (49)، على بعد أربعة أهداف فقط من معادلة إنجاز واين روني (53). ويدرك صاحب الرقم القياسي الحالي أن إنجازه لن يدوم طويلا وهو الذي أجزل الثناء على قائد توتنهام قائلا: "هاري لاعب وهداف رائع إذا كنت بصدد بناء فريق سأبدأ به، و سأمنحه القميص رقم 9 وأشكل المجموعة حوله".

وأضاف "دون أدنى شك، الأرقام القياسية أمر جيد، فهُم وُجدوا ليقوم اللاعبين بتحطيمهم. عندما يقوم هاري بذلك يستحق كل الثناء لأن ذلك يعد شرفا".

وتابع قائلا: "بالنسبة له وللمدرب جاريث ساوثجيت؛ أعتقد أن عليه أن يُحاول تحقيق هذا الرقم قبل كأس العالم لكي لا يٌشكل ذلك مصدر إلهاء بالنسبة له".

سيخوض كين ست مباريات ضمن دوري الأمم الأوروبية UEFA أمام ألمانيا والمجر وإيطاليا؛ وإذا كان في كامل لياقته سيتمكن من معادلة رقم روني بل وتجاوزه قبل أن يشد الرحال إلى قطر. غير أن هناك مخاوف أن يتأخر تحقيق هذا الهدف خاصة وأن المباراتين أمام المجر في بودابست وإيطاليا في ويمبلي ستجريان دون جمهور بسبب عقوبات UEFA.

وكان ساوثجيت قد صرح مؤخرا قائلا "سيكون من المؤسف للغاية أن يُحطم الرقم في ملعب فارغ من الجماهير. بكل صراحة ذُقنا ذرعا من المباريات دون جمهور، غير أن الأمر هنا يتعلق اليوم بعقوبة UEFA في حق البلدين لأن جماهيرنا وجماهيرهم لم يتمكنوا من ضبط النفس. إنه مصدر إحراج بالنسبة لنا لكنه الوضع الحالي؛ سيكون الأمر محزنا إذا حطم هاري الرقم خلال هذه المباراة".

وأضاف "لا أعتقد أنه سيقلق حيث يلعب. لكن سيكون من الرائع لو كان ذلك في ويمبلي. وإذا كان في نهائي كأس العالم ، فسيكون ذلك جيدًا للغاية".

إنه الحلم الذي يسعى وراءه هاري كين وإذا استطاع أن يُحطم الرقم القياسي ويحصل على الحذاء الذهبي ويقود إنجلترا إلى أول لقب عالمي لها منذ 56 سنة، سيتحول هذا اللاعب من أسطورة إلى اسم خالد في سجل كأس العالم وبطلا قوميا في بلاد الأسود الثلاثة.